فرع تخصص بمستوى 10 وحدات في بيت الموسيقى

نسخ الرابط مشاركة فيسبوك مشاركة الواتسآب

 

في العام الدراسي 2018-2017 افتتح كونسرفاتوار بيت الموسيقى فرع التخصص الأول من نوعه في المجتمع العربيّ، حيث يوفر هذا الفرع لطلابه التخصص في العزف أو الغناء الى جانب الموسيقى النظرية بمستوى 10 وحدات تعليمية (5 في العزف أو الغناء و5 في المساق النظري). كون هذا الفرع لم يكن مسبوقًا، فقد حظيّ طلاب الفوج الأول الذين تخرجوا هذا العام بتجارب عدّة جديرة بالاهتمام والإشارة، وبفضله؛ يتمكن الطلاب اليوم من التقدم للامتحان النظري بلغتهم الأم العربية – الأمر الذي لم يكن متوفرًا فيما مضى.
عُمر الفرع اليوم 4 سنوات، وهو مخصص لطلاب الصف العاشر الذين يبدؤون مسارًا دراسيًا مدته 3 سنوات، يدرسون خلالها تاريخ الموسيقى، ونظريات الموسيقى الأساسية ثم الهارمونيا وتحليل الموسيقى وتطوير السمع والسولفيج، ويصلون مرحلة تمكنهم من اكتساب قدرة فهم وتحليل قطعة موسيقية. إضافة الى ذلك يمكنهم اختيار مساقات تعليمية منفصلة مثل جاز بوب روك، أو الموسيقى العربية، او الموسيقى والحاسوب.
في التقرير التالي تتحدث مركزة الفرع سنا شوفاني، والخريجين الأربعة اللذين حصلوا على البجروت بمستوى 10 وحدات وبعلامات تفوق نجوان قصقصي، هيا عزّام، كرستينا حبيبي وفادي خوريّة. 4 مواهب واعدة موسيقيًا واجتماعيًا، شباب وشابات يحتذى بتجربتهم وبإصرارهم على المضي في سيرورة طلائعية.
تقول سنا شوفاني، مركزة الفرع عن نوعية الطلاب الذين يستهدفهم الفرع: "بما أن الفرع يحضّر الطلاب للتخصص والتقدّم لامتحان البجروت فنحن نبدأ الدراسة في الصف العاشر. من المفضل ان تكون لدى الطالب المسجّل خبرة في العزف لمدّة سنتين على الأقل فثقافة الطلاب الشخصية تؤثر في سيرورة التدريس. لا يمكن لشخص بدون أية معرفه موسيقية ان يتخصص في المجال لأن الهدف هو تنمية الموهبة وتعزيزها بالنظريات والتاريخ والقدرة التحليلية لتكوين المقطوعة.
يهمنا ان يدرس الطالب في ببيئة ممتعة له فيها مكان وخصوصية، تطور لديه الشغف وتزيد رغبته في التطور. نحن نعمل بشكل أساسي على اكسابه القدرات والتقنيات والمواد خلال التعليم، ونرافق الطالب حتى لحظة الامتحان متأكدين من كونه متمكن جدًا من المواد المطلوبة.
يدرس في الفرع طلاب متنوعون من خلفيات موسيقية شرقية وغربية. الاقبال على التخصص آخذ بالازدياد لأن الطلاب والأهالي منفتحون. ونحن نحرص على الزيادة العددية لكننا نحافظ على الدراسة في مجموعات صغيرة تساهم في إعطاء الوقت الكافي لكل طالب. يواكب الفرع التطورات المحوسبة ودمجها في الدروس، وحتى أننا نستثمر وجود الهواتف الخلوية والتطبيقات المتعددة لمعرفة المصطلحات والاستماع الى المقطوعات المختلفة والعمل على تحليلها".
ما هي القيمة الإضافية للتخصص في الموسيقى النظرية لمن يملكون الموهبة؟
سنا: التعمق بالمواد النظرية يعزز الموهبة ويغنيها، ويكسب الطالب قدرة على تحليل وفهم المقطوعات بأكثر من صورة، ويحوّل الطالب من مرحلة ومستوى موهوب أو عازف الى مستوى موسيقيّ يخطو نحو المهنية. الانفتاح على علم الموسيقى لا يقل أهمية عن علوم الفيزياء والرياضيات، ولكن الموسيقى ممتعة أكثر وهذه نقطة إضافية لصالح التخصص. الدراسة هنا تغني الطالب جدًا حتى ان فكر في الإبقاء على الموسيقى كموهبة وعدم تحويلها لمهنة وتخصص أكاديمي.
هل لهذه العشر وحدات دور في مستقبل الطالب الأكاديمي؟
سنا: أولا هي وحدات بجروت كأي وحدات، وكأي تخصص آخر له دوره في احتساب المعدل النهائي. أما للطلاب الذين ينوون التقدم نحو دراسة الموسيقى أكاديميًا فالفرع يسهّل الطريق لامتحانات القبول، ودراسة المواد النظرية.
*****
نجوان قصقصي هو عازف قانون. تحدّث عن الانتقال من عالم الموسيقى الشرقية الى الغربية: "يمكنني أن أشرحه للقارئ بأنه النقلة من ام كلثوم الى موتسارت! لكن في النهاية كلها موسيقى وحبي للموضوع جعلني اتأقلم بسرعة. عندما نحب الموضوع الذي ندرسه تهون الصعوبات، لقد اخترت دخول فرع التخصص بإرادتي ورغم أني عشت ايام شعرت فيها بالضغط - لكن الرغبة بالنجاح والالتزام الذاتي لم يترك لي المجال للتفكير في أمور سلبية تمنعني من الاستمرار. لقد منحني فرع التخصص معرفة إضافية لعالم موسيقيّ عظيم لم أكن أعرفه. معرفة الموسيقى الغربية وتاريخها وتطورها مكسب طوّر قدرتي على السمع وتمييز أنماط موسيقية جديدة".
هل كانت دراسة بعض المواد باللغة العبرية حاجزًا أمام سرعة الفهم والتطوّر؟
نجوان: "عدم توفّر بعض المواد باللغة العربية فيه صعوبة لكن التعوّد والتأقلم ممكنان. الطالب يعرف انه مُلزم بالمعرفة ولذلك يجتهد ليكتسب اللغة ويعرف المصطلحات الجديدة. في هذا السياق يمكنني أن أقول أن بيت الموسيقى وفّر لنا كل الإمكانيات لفهم المواد".


نجوان قصقصي

كرستينا حبيبي اختصت في الغناء الغربي وتابعت الدراسة في فرع التخصص: "عزفت على آلة الفلوت لمدة 9 سنوات، هذا كان عاملا مساعدًا لكن معظم المواد التي درستها لم تكن معروفة وهذا يصعّب عمليّة الدراسة. لا أنكر أني واجهت صعوبة لكن مجموعة الطلاب كانت تعيش حالة تضامن وقدمنا المساعدة لبعضنا البعض. كنت أتوجه بأسئلتي لمعلمي ومعلمات الفرع والمعهد حتى تمكّنت من فهم المواد.. الآن أستعيد هذه الفترة كواحدة من التجارب الحلوة في الدراسة".
كيف يتعامل الأهل والأصدقاء مع تخصص في الموسيقى وليس في الفيزياء مثلا؟
كرستينا: "اهلي هم الداعم الأول لهذه الخطوة. في البداية كانت هناك حالة استغراب من قبل الأصدقاء او بعض الأقارب لكن التزامي بالدراسة أصبح محفزًا لآخرين. في معظم الحالات واجهت ردود فعل إيجابية لأن الموضوع يكسر قالب العلوم والحاسوب والفيزياء. من ناحية أخرى من يحب الموسيقى سيجد في التخصص ملاذ وأهمية توازي أهمية الرياضيات والحاسوب".


كرستينا حبيبي

فادي خورية هو رياضي وعازف درامز. في مجال تخصصه الموسيقي نوتة مختلفة تختلف عن باقي الآلات لكن هذا لم يكن عائقًا أمام نجاحه: "حبي ورغبتي في التخصص بالموسيقى جعلني أضحي بتخصص آخر في المدرسة، واعطي الكثير من الاهتمام والجهد حتى النجاح. تلقيت مساعدة كبيرة من المعلمة سنا ومعلمي الفرع. لقد قمت بكتابة وظيفة في إطار التخصص طورت معرفتي وثقافتي بشكل واسع، خلال الدراسة قرأت وسمعت الكثير من المواد والأنواع الموسيقية، وبدأت بتعلّم العزف على آلة الجيتار باس".
كيف يتعامل الأهل والأصدقاء مع تخصص في الموسيقى؟
فادي: "كثيرون من طلاب صفي مثلا كانوا يستغربون من تخصصي في دراسة الموسيقى. هناك من يعتقد ان الموسيقى أسهل من الفيزياء لكن هذا ليس صحيحًا، أنا أحب الموسيقى ولهذا تمكنت من النجاح. اهلي يدعمون موهبتي وقدرتي واصراري على المعرفة، وهم منفتحون جدًا مقارنة بالأهل الذين تقتصر التخصصات لديهم على العلوم.


فادي خورية

هيا عزام أتت من عالم الغناء الغربي وعزف البيانو، تتحدث عن اختيارها التخصص بالكثير من الشغف والاحساس بالتميّز كونها خريجة الفوج الأول: "انا خريجة الفوج الاول في فرع التخصص في بيت الموسيقى وهذا يشعرني بنوع من التميّز. الانتقال من الغناء والعزف الى المواد النظرية لم يكن صعبًا لأن عزف البيانو يتطلب الكثير من معرفة المواد النظرية، وبوجود مجموعة طلاب لا تبخل بالمساعدة ومعلمين داعمين نجحت وتمتعت أيضًا.
هل أعطاك فرع التخصص حافزًا لاستثمار موهبتك وتحويلها لموضوع دراستك الأكاديمية مثلا؟
هيا: "الفرع اعطاني معرفة أكثر عمقًا في العزف وتاريخ الموسيقى والمدارس الموسيقية المختلفة. الدراسة نفسها مفيدة فهي معرفة وثقافة ويمكنها ان تدعمني كإنسان مثقف مستقبلًا، وكوني تفوقت فيها فهذا دليل على قدرتي النجاح في دراستي الجامعية لدى اختياري موضوعًا أحبه. أكاديميا سأتجه الى مجال آخر وستبقى الموسيقى موهبة وشغف وملاذ من المتاعب اليومية".


هيا عزام

بعد حصولكم على علامة عالية جدًا في البجروت، ماذا يمكنكم أن تنصحوا الطلاب الجدد في الفرع؟
نجوان: "المخفر الذاتي هو الاساس. التشجيع من المعهد والأهل مهمان لكن التجربة هي تجربة الطالب نفسه ومن المهم أن يعرف ان حبه للموسيقى هو نقطة قوة لديه يمكنه تطويرها. من يملك خبرة وتجربة في العزف او الغناء ولديه استعداد ورغبة للتقدم للبجروت فقد قطع نصف الطريق نحو التخصص".
كرستينا: "الطلاب هم أول مشجع لأنفسهم وللطلاب الآخرين. التفاهم والمساعدة والمنافسة كلها محفزات إيجابية. أنا شخصيًا أنصحهم – من تجربتي- بمتابعة كل تفصيل أولا بأول، إذا تمكنوا من فهم المواد تدريجيًا ستكون الدراسة أكثر متعة. أنصحهم بعدم التأجيل في الاستشارة والسؤال، وألا يخجلوا من الاعتراف بعدم فهم موضوع معين. اليوم يتوفّر قسم كبير من المواد باللغة العربية وهذا سيسهل عليهم".
فادي: "انا العب كرة القدم ضمن فريق وعندي تدريبات منظمة وكذلك تخصص في المدرسة. كنت اتنقل كثيرا خلال السنة الدراسية، ورغم الضغط وضيق الوقت نجحت وفخور جدًا بنجاحي.. هذه رسالتي للطلاب الجدد. لا يخسر الطالب بالتجربة لأن الانسان يتعرف على الأمور من خلال التجربة فقط، والفرع فتح لي مجال للتفكير في مسارات جديدة في حياتي".
هيا: "أولا انا أنصح الطلاب محبي الموسيقى أن يخوضوا هذه التجربة المميزة. الفرع ليس مجرد تخصص للبجروت. دراسة لمستوى عشر وحدات في الموسيقى كان يثير استغراب الكثيرين حولي لكن نحن أكثر من يعرف كم النجاح سهل عندما يكون موضوع الدراسة جميلًا ومرغوبًا من قبل الطالب. أنا مررت بحالات كثيرة من التعب، لكن كلما تذكّرت أنى قطعت مسافة طويلة في العزف والغناء في المعهد كنت أجد في الامر حافزًا لمتابعة الدراسة ضمن الفرع".

صور متعلقة

مواضيع متعلقة