مروة والبيانو.. قطعتي بازل تكمّل إحداها الأخرى

نسخ الرابط مشاركة فيسبوك مشاركة الواتسآب


مروة ياسين من عرابة، تقدمت نهاية العام الدراسي الماضي لامتحان البجروت بمستوى 5 وحدات في العزف على آلة بيانو. مروة ترى أن بإمكان العازف استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل لتطوير موهبته وقدراته والانكشاف على مدارس موسيقية متنوعة، وأن الأمر لا يقتصر فقط على التدريب بحضور معلّم.


هل التقدم لخمس وحدات بجروت في عزف البيانو يحتاج لدراسة وتدريب فقط؟

مروة: للوهلة الأولى يعتقد الإنسان أنها مواد يدرسها الشخص ويتقدم للامتحان، مثل أي موضوع علمي، ربما تكون هناك أمور مشتركة بين الأمرين، لكن الفرق هو في الجهد والمشاعر. الموسيقى تحتاج إلى طاقة نفسية وروحية كبيرة جدًا، وهذا ليس بمقدور كل إنسان، بالذات في جيل صغير كجيلنا، لكن ما يمدنا بالطاقة هو الشغف والرغبة. لا يمكن إجبار شخص على تعلّم الموسيقى، العازف يجب أن يتعلم ويتدرب ويتابع أعمال عازفين آخرين. التكنولوجيا عالم واسع ويمكن أن يطور الإنسان سمعه وقدراته من خلال وسائل التواصل ومواقع الانترنت.


كيف اخترت آلة البيانو؟
مروة: كنت في الصف السادس عندما اخترت البيانو. ربما لأن أول صوتين سمعتهما كانا البيانو والجيتار، وشعرت أني والبيانو نشكل معًا "قطعتيّ بازل".


أيهما تواجهين أكثر: التشجيع أم الحديث عن عدم جدوى الموسيقى؟
مروة: عندما أتحدث عن دراستي للموسيقى ألاحظ ان هناك تشجيع لاني أبذل جهدًا وطاقة وأهلي لهم دور في نجاحي. بعيدًا عن بيتي وعائلتي أرى أن هناك ناس مهتمة، ولديهم رغبة في أن ينضم أولادهم للمجال، لأن الناس جميعًا تسمع الموسيقى لكن ينقصنا معرفة ووعي للمواد التي نسمعها.


هذا يعني أن الموسيقى ليست جزءًا من ثقافتنا؟
مروة: شعبنا مشغول طوال الوقت، منهك ومتعب. نحن نعيش في ظل ضباب ونحتاج لبصيص من النور، نحتاج إلى مهرب ينتشلنا من التعب، والموسيقى هي حل ممتاز، لأن التحرر النفسي الذي تمنحه الموسيقى لنا كبير. صحيح أن هناك ألحان وظيفتها إيقاظ حزن الإنسان ، لكن التفاؤل في الموسيقى أكبر، خاصة عندما يتناول الإنسان الموسيقى في خلوة مع نفسه، يفكر بعمق ويبتعد عن الاجتماعيات التي تُرهقه.

 

بعد الاستماع المدروس نصل مرحلة الطرب والسلطنة. هل هي مهمة للمستمع كما للعازف؟
مروة: النقطة التي يصل فيها الإنسان لمرحلة تواصل مع الموسيقى هي أجمل مراحل الاستماع. العازف يصل مرحلة طرب أو سلطنة لانه يفهم التعقيدات الموجودة في اللحن والقدرة المبذولة لأداءه. إذا شعر الإنسان بتواصل مع الموسيقى سيصل حالة سلطنة وطرب.


بعد تميّزك في البجروت، هل ستكون الموسيقى موضوع دراستك الاكاديمية؟
مروة: أنا محتارة. حاليًا عندي سنة استراحة وتفكير لأن القرار مهم جدًا والموسيقى أصبحت جزءًا من حياتي ومؤخرًا بدأت التفكير في مجال التلحين. أنا في مفترق طرق ما بين دراسة الموسيقى فقط أو دراستها كموضوع إضافي مع موضوع آخر.


هذا العام أضاف معهد بيت الموسيقى موضوع البجروت النظري، هل ترين أن هناك حاجة لدى طلابنا؟
مروة: هذه تجربة جديدة وفيها تحدي ومغامرة، وفيها تعلّم لغة جديدة لا يجيدها كل الناس. نجاحي اليوم سيكون دافع ومحفز لاشخاص في جيلي، وأريد أن أقدم نصيحة لأبناء وبنات جيلي: وجود وقت فراغ كبير في حياتك سيأخذك إلى الفيسبوك وألعاب الإنترنت، لذا من الافضل ان تقضي وقت فراغك في أمور ذات جدوى وفيها متعة أيضًا.