صفا والتشيلو.. ثنائي في عالم الروحانيات الغنيّ

نسخ الرابط مشاركة فيسبوك مشاركة الواتسآب


صفا ياسين، من عرابة، تقدمت لامتحان البجروت بمستوى 3 وحدات في العزف على التشيلو، وحازت على علامة امتياز. حققت صفا هذا الإنجاز بعد جهد كبير، خاصة وأنها بدأت تجربتها الموسيقية وهي في الصف العاشر - وهي فترة متأخرة نسبيًا - وبعد سنتين ونصف تقدمت للبجروت واصفة الاختبار بالتجربة الرائعة.


هل التقدم لخمس وحدات بجروت في عزف البيانو يحتاج لدراسة وتدريب فقط؟

صفا: دخول عالم الموسيقى يفترض وجود قدرات تمكّن الإنسان من إحتراف العزف على الآله وتكريس وقت طويل يصل الى 3 او 4 ساعات يومية، ومن الممكن ان اجتهد 3 ساعات يوميًا ولا احرز شيئًا جديدًا. الوقت يلعب دورًا في صقل الموهبة وكذلك الدراسة والشغف، لأن العزف من القلب والانسجام مع الآلة هو المتعة.


كيف اخترت آلة التشيلو؟
صفا: اختي التوأم مروة بدأت مشوارها الموسيقي وكنت أرافقها إلى المعهد وبدأت الاستماع إلى عدة آلات. لفتتني آلة التشيلو جدًا واخترتها ليس بناءً على معرفة بل احساس. اليوم أعرف جيدًا كم كان اختياري موفقًا.


أيهما تواجهين أكثر: التشجيع أم التشديد على عدم جدوى الموسيقى؟
صفا: كنت أتعرّض للكثير من التساؤلات والانتقادات بسبب اختياري لآلة تعتبر غريبة عن مجتمعنا. كثيرون كانوا يقولون لي: "اختاري آله أصغر حجمًا" او: "لماذا تصرفون المال على الموسيقى؟" وهذا كان يتطلب مني الشرح والتوضيح. وظيفتنا اليوم نشر قصص نجاحنا لأنها ستكون طريقة لدعم آخرين وتقريبهم من الموسيقى التي يمكن أن يحقق معها الإنسان إنجازات لا تنتهي.


هذا يعني أن الموسيقى ليست جزءًا من ثقافتنا؟
صفا: هي جزء من ثقافتنا لكن ينقصنا الوعي لدور وأهمية الموسيقى وعدم الاستخفاف بها لنكون مجتمعًا أكثر هدوءًا وانفتاحًا فكريًا وروحانيًا. أشعر أن الموسيقيين أكثر انفتاحًا على العالم الروحاني وغير مشغولين بالعالم المادي.


 

بعد الاستماع المدروس نصل مرحلة الطرب والسلطنة. هل هي مهمة للمستمع كما للعازف؟
صفا: الطرب ليس أمرًا يمكن فرضه على المستمع، ممكن أن يسمع إنسان موسيقى وتكون لديه "حساسية" للنغمات تصل به إلى مرحلة انسجام وممكن أن يحدث العكس فتجعله ينفر. في مكان عملي هناك موسيقى تتكرر كل يوم، بعد شهر من الاستماع اليها قلت "كفى" لا يمكنني احتمال الاستماع إلى نفس الموسيقى يوميًا وبنفس الرتابة. هذا نموذج يدل على أن هناك أشخاص تؤثر فيهم الموسيقى وأشخاص يسمعون وينسون.


بعد تميّزك في البجروت، هل ستكون الموسيقى موضوع دراستك الأكاديمية؟
صفا: انا لا أفكرفي دراسة الموسيقى أكاديميًا، ستكون هواية أتابع تطويرها وسأتابع العزف طبعًا.


هذا العام أضاف معهد بيت الموسيقى موضوع البجروت النظري، هل ترين أن هناك حاجة لدى طلابنا؟
صفا: أود هنا توجيه رسالة للطلاب والأهل: دراسة الموسيقى لا تكون على حساب المواضيع الدراسية الاخرى، ووجودها سيضيف للطالب متعة خلال اليوم. بعد تعب المدرسة هناك حاجة لأن يقوم الطالب بشيء جميل يحبه، والموسيقى هي حل ممتاز للخروج من دائرة الضغط الدراسي العادي. البجروت يحتاج دراسة وجهد وتدريب لكن متعة ممارسة هذه الامور – من تجربتي- أكبر من متعة حل مسائل في الرياضيات أو الفيزياء. وجود البجروت كهدف فيه تحدي كبير ومغامرة. على الصعيد الشخصي هناك بُعد آخر ليس أقل أهمية وهو النظام. فأكثر فترة كانت منظمة في حياتي هي فترة الدراسة والتحضير للبجروت في الموسيقى، كان نظامًا ممتعًا.